مريم آيت أحمد: عالمة مغربية ورائدة في الحوار بين الثقافات
المصدر: مركز لإنماء للأبحات و الدراسات المستقبلية
يُعرف المغرب، الذي يُطلق عليه لقب “بلاد غروب الشمس”، بأنه موطن لعلماء بارزين ساهموا على مر العصور في الحفاظ على الإسلام المعتدل ونشره بأسلوب ملهم ومليء بالرحمة. ومن بين هؤلاء العلماء البارزين، برزت شخصية نسائية متميزة هي البروفيسورة مريم آيت أحمد، التي كانت ولا تزال لها إسهامات بارزة في مجال التعليم والحوار بين الثقافات.
مكانة البروفيسورة مريم آيت أحمد
تُعتبر البروفيسورة مريم آيت أحمد شخصية أكاديمية رائدة في الفكر الإسلامي والحوار الحضاري. وهي أستاذة جامعية بجامعة ابن طفيل في القنيطرة، متخصصة في الفكر الإسلامي، والدراسات الحضارية، والحوار بين الأديان. تُعرف بأبحاثها العميقة ورؤيتها التي تربط بين الإسلام التقليدي (السلفي) والإسلام المعاصر (الحديث)، مما يجعلها واحدة من أهم الأسماء في الساحة الأكاديمية المغربية.
الإسهامات الأكاديمية والدولية
بدأت مسيرتها الأكاديمية منذ عام 1989، وتخصصت في دراسة العلاقة بين الدين والعلم. حصلت على الماجستير في جامعة محمد الخامس عام 1995، حيث تناولت أطروحتها تحليلًا منهجيًا للعقائد بين أتباع الديانات الأخرى من منظور القرآن والسنة.
نالت البروفيسورة مريم تقديرًا دوليًا، ومنها جائزة في الدوحة، قطر، عام 2013 عن جهودها في الحوار بين الأديان. أسست أيضًا مركز “إنماء” للأبحاث والدراسات المستقبلية ومركز “جسور”، اللذين يهدفان إلى تعزيز التعاون الثقافي بين الشعوب وتقديم تعليم عالي الجودة.
إسهاماتها في العالم الإسلامي
تمتلك البروفيسورة مريم روابط قوية مع العلماء المسلمين في إندونيسيا، مثل (الراحل) الشيخ ميمون زبير، والشيخ يحيى خليل ثقوف (رئيس عام نهضة العلماء)، والبروفيسور نصر الدين عمر.
كما ساهمت في برنامج تدريب الباحثين من إندونيسيا، حيث عملت على تعزيز فهمهم للتراث الإسلامي في سياق عالمي، وذلك ضمن مبادرة بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية وصندوق LPDP.
إنتاجها العلمي
من بين مؤلفاتها:
- جدلية الحوار: قراءة في الخطاب الإسلامي المعاصر.
- نداء الروح: رحلة في عالم الفرسان.
- قضايا فكرية معاصرة: قراءة في مستقبل المشروع الحضاري.
- التنشئة الدينية وجيل مجتمع المعرفة.
التكريم والاعتراف الدولي
إلى جانب مشاركتها الفعّالة في المؤتمرات الدولية، عُرفت بشجاعتها في مناقشة القضايا الحساسة مثل العلاقة بين الدين والسياسة ودور المرأة في الإسلام.
رؤية ملهمة
تمثل البروفيسورة مريم نموذجًا يُحتذى به في نشر الإسلام المعتدل وتعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب. من خلال أبحاثها ودورها في التعليم، تستمر في بناء جسور السلام والاحترام المتبادل في عالم يزداد تنوعًا وتعقيدًا.
Hi, this is a comment.
To get started with moderating, editing, and deleting comments, please visit the Comments screen in the dashboard.
Commenter avatars come from Gravatar.